اعداد /عبدالله اطوير
QUATRIEME BATAILLE DE BIR-ALLALI
كان الشيخ بوعقيلة الزوي هو أول من أسس وافتتح زاوية في تشاد وأطلق عليها اسم زاوية قروGouro على اسم المنطقة .
وكان هذا الشيخ الجليل قائداً حكيماً من كبار المسئولين حيث انه له دراية كاملة بأحوال الليبيين وكذلك الأهالي من السكان المحليين فعمل على حل مشاكلهم وخلافاتهم ومعالجة أوضاعهم لعلمه بان تلك الخلافات تؤثر سلبا على حركة الدعوة.
ويذكر من فضائله التي يذكرها له تاريخ تواجد الليبيين في تشاد حله للنزاع والخلاف الذي وقع بين كلا من بعض أفراد قبيلة
الطوارق وبعض أفراد قبيلة أولاد سليمان(مياسا) ليكونوا صفا واحدا لمحاربة الفرنسيين ورغم انشقاق بعض ألافراد ورفضهم للمشاركة في الجهاد إلا انه استطاع بعد محاولات شاقة إقناع البعض الاخر منهم بقتال القوات الفرنسية جنبا إلى جنب مع إخوانهم..
كانت الأيام الأولى من شهر ديسمبر 1902 أياما حاسمة في تاريخ الصراع الليبي التشادي المشترك ضد القوات الفرنسية حيث يستعد المجاهدون لذلك ومن الجانب الأخر تقوم القوات الفرنسية بتكثيف دورياتها في كل المناطق القريبة من الزاوية لمراقبة الهجوم الوشيك عليهم مع اختيار النقيب فوكى Fouqueعلى رأس زاوية علالي بدلا من النقيب بابلون Bablon الذي كان قائدا لمعركة علالي الثالثة. (يستبدل الفرنسيون قادة الحرب بعد كل معركة).
قام النقيب Fouque يوم 23 نوفمبر 1902 بدوريته الاستطلاعية المكونة من مئة جندي في منطقة تيونا حيث وصل هناك يوم 29 من نفس الشهر إلى المنطقة وعاد بهم يوم 1 ديسمبر 1902 إلى فور بردى ( علالي سابقا) في هذه الأثناء كانت هناك دورية أخرى بقيادة النقيب بوبار Poupard في المنطقة للاستطلاع والمراقبة لمعرفة مدى يقظة الليبيين واستعدادهم لشن الهجوم على الزاوية.
علم المجاهدون بوجود دورية النقيب Poupard فأعدوا لها كمين و قاموا على الفور بالهجوم عليها يوم 2 ديسمبر الساعة الخامسة وتمت محاصرتها رغم التسليح الجيد للجنود الفرنسيين وامتلاكهم لأسلحة المدفعية والرشاشات إلا أن قوات الشيخ بوعقيلة تغلبت عليها في معركة عنيفة.
كاد أن يتم إبادة القوات التي كانت بقيادة النقيب بوبار Poupard لو لا وصول التعزيزات التي وصلت لفك الحصار عليهم من قبل النقيب فوك Fouque حيث تم فتح ثغره في صفوف المجاهدين معتمدا على كثافة نيران المدفعية , هرب بعض الجنود الفرنسيين بعد أن لحقت بهم الهزيمة حيث سقط منهم 27 قتيلا و 21 جريحا و 5 جنود مفقودين وكانوا كلهم فرنسيين وباقي أفراد القوة التي هربت أصابها من الذعر و الهلع ما أصابها , إضافة إلى الوضع النفسي السيئ من الرعب الذي خلفته تلك المعركة عليهم.
وقد أثرت هذه المعركة على معنويات القيادة الفرنسية فالهزيمة لم تكن متوقعة لديهم الأمر الذي جعلهم يقررون معالجة جوانب القصور في قواتهم وذلك عن طريق زيادة التسليح وإدخال معدات ثقيلة والزج بأكثر عدد من المرتزقة في مقدمة قواتهم ودعم أجنحة القوات برشاشات بعيدة المدى دقيقة التصويب استعدادا لما هو قادم ولمحو آثار تلك الجولة التي حسمت لصالح الليبيين.
في هذا الوقت كان الشيخ بوعقيلة وكبار قادته يعدون العدة لاسترجاع الزاوية .
فأمر برفع درجة الأستنفار والاستعداد بين صفوف قواته لأقصى الحدود و في ليلة 4 إلى 5/12/1902 أخذ الشيخ ابوعقيلة موقعه أمام زاوية علالي برفقة المجاهدين وهم من: زوية – طوارق- أولاد سليمان والقبائل الليبية الأخرى وقاموا بحفر خنادق على بعد 150 م من الزاوية المحصنة من قبل الفرنسيين .
وفي الساعة الخامسة بدأت المعركة الفاصلة بين المجاهدين والفرنسين الذين يملكون أحدث الأسلحة وبالرغم من عدم التكافؤ في التسلح ثبت المجاهدون في مواقعهم ببسالة نادرة .
هكذا استمر الهجوم حتى نفذت ذخيرة الليبيين ولكنهم لم يستسلموا أبداً لعدوهم عاقدين العزم على الشهادة في سبيل الله .
نظرا لتفوق العدو الكبير بالإمكانيات وبعد عدة ساعات أسكتت المدافع وتوقف القتال وكان المشهد عظيما والموقف مهيبا بكل المعاني وكانت التضحية والفداء جالية للعيان وكانت وقفه العز ولحظة الشموخ البطولي الذي سجله هؤلاء الأبطال والذي لم يسجل له مثيلا في الاشتباكات السابقة .
و هنا جاء القادة الفرنسيون ليروا هؤلاء الشهداء و قد عقلوا أرجلهم دليلا منهم على الثبات ساعة الزحف وكانت نتيجة تلك المعركة الضارية استشهاد الشيخ بوعقيلة و نائبه زين العابدين (سودانى) مع 250 مجاهد منهم 80 مجاهدا من قبيلة ازوية و اغلب الآخرين من الطوارق..
أمر العسكر الفرنسيين بالبحث بين الجثث عن جثة الشيخ بوعقيلة ووجدوه مضجرا بدمائه و قد عقل قدماه مع رفاقه الأشاوس مدافعين عن عرينهم العزيز زاوية علالى .
هنا علق النقيب بوبار
( لقد قاتلنا هذا الرجل و رفاقه قتال الأبطال الذي لم أرى في حياتي صمودا مثل صمودهم ولا ثبات مثل ثباتهم ولا إيمانا بقضية مثل إيمانهم بقضيتهم . لقد قاتلوا كما لو أنهم تخرجوا من أحسن الكليات الحربية فهم جنود محترفين و إن هذا الشيخ يستحق منا الاحترام فلقد قاتل بشرف ومات بشرف ) و اصدر الأوامر بضرورة إقامة مراسم شرف عسكرية لدفن الشيخ القائد بوعقيلة الزوي .
أضاف هذا الضابط الفرنسي:
( احتفظ هذا القائد بملامحه ووجه يظهر عليه النور والهدوء ويفرض احترامه كان عمره حوالي 40 سنة متوسط الطول وكان بدين قليلا و لونه ابيض نقى و كان له لحية قصيرة ورأسه محلق وملامح وجه تدل على انه شخص ذكى ولا اعتقد وجود قائدا أفضل منه ).
وصل الشيخ محمد السني مع والد وأبناء الشهيد البطل بوعقيلة إلى كانم من اجل استرجاع الزاوية ولكن شتت شمل المجاهدين وذهب اغلبهم إلى النيجر المجاورة.
بهذا تنتهي فصول الملحمة التاريخية التي سطرها المجاهدين بدمائهم الزاكية فوق تراب علالي بتلك الأرض البعيدة .
سوف ننشر أسماء الشهداء التي تحصلنا عليها بعد نهاية سرد كل المعارك في تشاد.
المصادر:
1-Jean l.Triaud une guerre Franco- Libyenne oubliee?
2- Jean l.Triaud La legende noire 1
3- Jean l.Triaud La legende noire 2
4- Jean l.Triaud These Universite Paris vii
5-Victor. E. Largeau A la naissance du Tchad 1903-1914
6-Gl.Ciammaichella Libyens et Francais au Tchad 1897-1914
7-Djian le Tchad et sa conquete 1900-1914
8-J.Chapelle Nomades Noirs du Sahara.
9-A.Rahma A thesis Mc Gill University Montreal Canada
10-AZEVEDO Ain Galaka Roots of Violence
11-Ministere des Armes Archives Historiques