الكفرة واحة الصمود - بلادنا ... وقفٌ عليها الحب

بلادنا ... وقفٌ عليها الحب

مدونة تهتم بنشر تاريخ ليبيا والاحداث التي مرت بها خلال الحقب الزمنية المختلفة

اخر الأخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الكفرة واحة الصمود

اعداد/ عبدالله اطوير
الكفرة هي واحة تقع في جنوب شرق ليبيا وهي محاطة من جهاتها الثلاثة بالمنخفضات. عثرت إثناء الحفريات على قبور عديدة وجدت  فيها هياكل بشرية جالسة وأحيانا محنطة كما وجدت في الواحات الأخرى التي تمتد على المسافة 200 كم من تازربو إلى بزيمة وربيانة على نفس القبور ( الرحل السود فى الصحراء : التبو ص:49 ) Jean Chapelle 
قبيلة الزوية في الكفرة
 قبيلة الزوية لها ارث جهادي تاريخي بطولي في الصحراء الكبرى من وسط إلى شرق إلى غرب إفريقيا .
ذكر بعض الرحالة الأوروبيين إن إفراد قبيلة الزوية متواجدين فى نهاية القرن التاسع عشرة بكل من الصومال و السودان (مالي
حاليا ) وفى التشاد كانت قبيلة الزوية مذكورة قبل الاستقلال ضمن القبائل المستوطنة بالتشاد .
تم استيطان إفراد  قبيلة الزوية  فى واحة الكفرة عندما تم احتلالها والسيطرة عليها منهم سنة 1808 بدعم من يوسف باشا الكرملي  من طرابلس ذلك بتزويدهم بأسلحة نارية وجاء حوالي 3000 من أفراد هذه القبيلة يقطنون المنطقة.
( كتاب  Jean Chapelle(الرحل السود فى الصحراء : التبو ) 
 ولكن استمر أفراد الزوية بقطع الطرق حتى خضوعهم للزاوية السنوسية التي تم إنشائها سنة 1895 في الكفرة  .
في سنة 1895 للإبتعاد عن الأتراك غادر الشيخ المهدي زاوية الجغبوب واتى إلى الكفرة والتحق به الشيخ احمد الريفى بعد سنة.
بما ان اغلب سكان الكفرة هم من قبيلة الزوية هذا من سوء حظ الفرنسيين لأنهم حسب و صفهم للزوية  بانهم محبون للحروب و لهم نوايا عدوانية  ضد غير المسلمين وتشير  كل التقارير من الحكام العسكريين لإقليم تشاد (لارجو - ديستناف- مانجين -فراندى(Largeau-Destenave-Mangim-Ferrandi- بوجود وحدات كبيرة  قتالية مسلحة متطوعة من قبيلة الزوية لمحاربة الفرنسيين وخاصة تحت قيادة كل من :  الشيخ بوعقيلة- الشيخ صالح بوكريم – الشيخ عبدالله طوير والشيخ البرانى الساعدى .(GLC :142)
قبل السيطرة الايطالية الكاملة على ليبيا كان لا يستطيع احد السفر عبر الصحراء إلا عن طريق قبيلة الزوية وسيكون ذلك بدفع اجر لها لتوفر له خبير بالطرق من بئر ماء إلى بئر ماء حتى وصوله إلى الكفرة وأبعد من ذلك.
كما صرحت الحكومة التركية في بنغازي لقبيلة زوية بقبض رسوم جمركية على بضائع  التجارة التي تمر عبر الكفرة ) .
أرجو الإطلاع على شبكة المعلومات كتاب المؤرخ Howard Temperley
ص.217 www After slavery: emancipation and its discontents.
وصل إلى الكفرة سنة 1908 ليبيان مرسلان من قبل الحكومة العثمانية لوضع العلم التركي في الكفرة و لكن رفضت قبيلة الزوية ذلك ,, نصب العلم التركي سنة  1910 بعد سنتين من المحاولة الأولى الفاشلة للأتراك ذلك
من قبل عقيد ليبي في الجيش التركي من الحركة السنوسية وصديق لكل من الشيخ محمد السنى والشيخ احمد الشريف و بموافقة الزاوية السنوسية , وعندما حاول الايطاليون دخول الكفرة بالمفاوضات رفضت قبيلة الزوية (أنظر ص44 كتاب: Bernard Lanne)
اعتقال بعثة برتيزي من قبل قبيلة ازوية
سافر إلى بنغازي في سنة 1928 كلا من السيد إدريس والسيد عبد المطلب وهما أبناء للسيد محمد عابد أرسلهما والدهما إلى الحكومة الايطالية طالبا لإرسال طبيب إلى الكفرة لعلاج ابنه المريض ولكن أرسل الايطاليين بعثة مكونة من: مقدم طبيب – نقيب في المخابرات – ونائب ضابط – مترجم يعمل كممرض
فيما يلي القصة من احد افرد البعثة من الكاتب الدنمركي KNUD HOLMBOE في كتابه Desert Encounter
قصة من احد الرهائن : Captain Aldro Fornari
كان أحد أبناء الأمير يشكو من مرضا خطيرا ، وفي حاجة ضرورية إلى الرعاية الطبية  الفورية لإنقاذه. لذا طلب الأمير بشكل غير رسمي من السلطات الايطالية إرسال طبيب إلى الكفرة لعلاجه.
قررت الحكومة فى بنغازي استغلال هذه الفرصة لإرسال بعثة مع الفريق الطبي لمناقشة و إبرام المعاهدة وفى فترة وجيزة تم اختيار بعثة مجهزة تجهيزا جيدا و تم اختياري كمسؤل سياسي لأني أتكلم اللغة العربية .
"في نهاية ديسمبر 1928 غادرنا بنغازي على ظهر الجمال ، وعند وصولنا لمنطقة الالتقاء المتفق عليها وبعد بضعة أيام من الانتظار، وصلت القافلة التي كان يرأسها الأمير ويرافقه ابنه المريض ضمن هذه القافلة وتم علاج ابن الأمير في الحال . ثم استئنافنا رحلتنا إلى الكفرة  
 ظهرت بعد  نصف ساعة  من بداية الرحلة إلى الكفرة  فرقة كبيرة من راكبي الجمال في الأفق , أمام القادمين  زعيم يحمل العلم ولكننا لم نخشى  شيئا  بوجود الأمير و أبنائه معنا كان عددهم حوالي مائة رجل ، وكما لو كان واضحا أنهم جاؤوا من الجنوب أي الكفرة
كان الأمير يعتقد أنهم أتوا من الكفرة  للترحيب بقدومنا . وعند اقترابهم منا شكلوا نصف دائرة وصوبوا بنادقهم نحونا وطلبوا منا الاستسلام.
"كانت نواياهم واضحة بما فيه الكفاية ،  تم توقيف أمير البلاد وأبنائه وأصبحوا  سجناء في خيامهم مع حراس بالخارج ، في حين تم تركنا  مقيدين  على الرمال .
أراود معرفة مقدار المال الذي يوجد لدينا وبما أنى الوحيد الذي أتكلم اللغة العربية ، أبلغتهم بان  ليس لدينا نقود إلا القليل  الذي وجدتموه معنا ولكن لا أحد يصدق لأنهم كانوا على قناعة بأننا نخفى مبلغا كبيرا من المال في مكان ما .
قرر على الفور إعدامنا رميا بالرصاص عند الفجر وطلب منا حفر قبورنا في الرمال.
وفي الفجر تم وضعنا في صف واحد و أخذت مفرزة من الجنود وضعهم و بنادقهم تصوب علينا ورفع الزعيم ذراعه بينما كنا متوقعين بالرمي علينا  بدأ يتحدث إلينا.
' الآن تخبرنا أين يوجد المال . قلت له لا يوجد لدينا أي مبلغ و إذا كان لدينا لماذا نخفيه بما انه ليس له  قيمة أكثر من حياتنا التي هي أغلى من أي  مبلغ من المال....
ثم تم تأجيل الإعدام  واستمرت رحلتنا إلى الكفرة وفي الطريق  لم يسمح لنا بالركوب على   ظهر الجمال عندما اشتكى الطبيب من السير على الأقدام  كان رد الزعيم :
( ألا تعتقدون أنكم تستحقون مصيرا أسوأ من ذلك بكثير؟ حيث شنق  أخي من قبل قواتكم ) كنا نأكل التمر وهي الوجبة الوحيدة أثناء الرحلة ، لأن البدو ليس لديهم مؤن أخرى في السفر. وبعد أسبوعين  من السفر بانت الكفرة من بعيد .
 الاستقبال في الكفرة كان بعيدا عن الحفاوة ، ولكن كيفية اللقاء  بالنساء والأطفال كانت  سيئة جدا. أنهم لم يشاهدوا أي أوروبي من قبل : يشيرون  علينا كنوع من الحيوانات المتوحشة ، وملابسنا الغربية أثارت الكثير من السخرية . كانوا يبصقون ، ويرشقون علينا  الحجارة .
تم حبسنا في منزل . كان لا يوجد حتى جدوى من التفكير  في الهروب . تم استجوابنا فى اليوم الثاني  مرة أخرى  من قبل القاضي . وقد حدث هذا في بيت كبير ،بحضور جميع رؤساء العائلات ذلك لمحاكمتنا  كنا في الخلف ، في حين كان الأمير السابق في المقدمة في جلسة المحكمة.
"وكان [القاضي] الذي حقق معنا من الكفرة ، وأعلن على الفور أن جميع سكان الكفرة اتفقوا على أن الأمير كان ينوي بيع  البلاد للايطاليين المسيحيين ، وأنه بذلك قد خرق القوانين الأكثر قداسة في الإسلام " ونفى الأمير هذا : انه كان يريد فقط  إحضار طبيب إلى الكفرة.
' قال القاضي – لا نحن لا نعتقد ذلك. المقصود أنكم ترغبون في  بيع الواحة للفرنسيين مثلما  تم بيع العديد من البلدان الأخرى في شمال أفريقيا  ولذا لن تكن أميرا علينا  ولكن لن نلحق بك أي ضرر ، وذلك من أجل  جدك سيدي أحمد السنوسي ، ولكن يجب عليك ترك الكفرة قبل نهاية الأسبوع .
و استعد الأمير للسفر
هكذا كان الحكم الصادر وخلال الأسبوع الأول يقال لنا كل ليلة بأنه سيتم تنفيذ الحكم علينا غدا عند الفجر وأجريت جميع الاستعدادات لذلك  ، ولكن كل صباح يتم تأجيل تنفيذ الحكم إلى اليوم التالي لسبب غير معروف.
يتم عرضنا كل يوم من مكان إلى مكان مثل الحيوانات في المعارض وكان مسموح لأي شخص بالاقتراب منا ولمسنا لمعرفة إذا كنا فعلا  بشر . وكانت تنظر إلينا  النساء بدون حجاب لأننا كمسيحيين لسنا رجال حقيقيين ولايجب عليهن إخفاء وجوههن .
" تحصلنا على قليل من الهدوء بعد معاناة إثناء الأسبوع الأول . وغادر الأمير إلى السودان .
"وقد نوقش مصيرنا  في الواحة. كثيرا. وكانت مجموعة كبيرة ترغب بقتلنا ، لسبب أن الكثير من العرب تم قتلهم من قبل الايطاليين واقترحت مجموعة آخري بيعنا في الكفرة في سوق  يقام يوم الخميس لبيع العبيد وبإمكان الشخص الذي يقوم بشرائنا بيعنا في السودان بعد ذلك حيث يوجد سوق للرق مزدهر هناك.
حاول بعض منهم إقناعنا للدخول في دين الإسلام ، و ستتوقف تلقائيا أي ممارسات عدوانية  ضدنا في حال تم ذلك ويمكننا البقاء في الكفرة  كرجال أحرارا.
"في الواقع كنا عبيد بالفعل حيث كنا نقوم بأي عمل شاق , وكانوا  يوفروا  لنا  مثل الآخرين أكل التمر وحليب الإبل ومن وقت لأخر يحضر لنا لحم الخراف ولكن لم يقدم لنا أبدا الخبز التي لم يعرفها على الإطلاق سكان الكفرة .
ناقش إفراد القبيلة وضعنا طول الليل وتشاجروا أثناء مناقشتهم بينما كنا نائمين جاءنا عربي وطلب منا القدوم معه و بكل الطاعة ذهبنا معه نحو الجنوب في الصحراء على الجمال كان برفقة حراسة تقدر من خمسين إلى ستين رجل مسلح . كان واضحا انه تم اختطافنا.
من الطرف الذي كان يرغب في بيعنا كعبيد في السودان في سوق بيع العبيد سعر الرجل الأبيض والطبيب سيكون له سعر لائق.
لكن المغامرة لم تستغرق مدة طويلة حيث تم اكتشافها وتم أللحاق بنا  بقوة كبيرة و دارت معركة خطيرة مع مختطفينا عند شروق الشمس وسقط عشرات من كل جانب , وتصالح الجانبين و تم رجوعنا إلى الكفرة منتصرين. وقمت باقتراح حل عليهم هو بدلا من إعدامنا أو بيعنا كعبيد  سيكون أفضل إذا دفعنا لهم فدية "وقد نوقش الاقتراح من قبل الجميع ، وتم الاتفاق في النهاية على  دفع  فدية مبلغ مليوني ليرة.
نوقشت هذه المسألة بدقة ، ولكن التقينا بعد ذلك بشكل غير متوقع مع صعوبة جديدة. كيف كان يمكن الحصول على المال؟
"طلب منى كتابة رسالة وسيذهب احدهم إلى مصر لإحضار المبلغ و لكن هذا المقترح غير مقبول لدينا وقلت لهم :
-انه من المستحيل الحصول على المال بهذه الطريقة. ولكن يجب أن يذهب  احد منا إلى  بنغازي لجلب المبلغ ويبقى الآخرين هنا  كرهائن ' تم نقاش هذا المقترح لفترة طويلة وتم الرفض ومن المستحيل إقناعهم.
مرت أيام ونحن مازلنا سجناء ولكن كانت المعاملة أفضل من السابق وسمح  لنا ببناء أكواخ لكن شيئا فشيئا مزقت ملابسنا إلى قطع.. ثم وقع الحادث الذي كاد ان يؤدي إلى خلاصنا.
قرر سكان المنطقة القيام بهجوم كبير على الايطاليين في برقة وتتم  يوميا تدريبات و مناورات واسعة النطاق و كان لديهم ألالاف من الجنود المسلحين جيدا و كانوا يعتقدوا بأنهم سيحتلون بنغازى ونصحتهم بعدم الذهاب الى بنغازى لأنه لدى الايطاليين رشاشات ويمكن سحقهم  ببساطة ولكن لم يصدقني احد منهم . و قيل لي
"' أنت ايطالي وتتحدث عن الايطاليين وأضاف إن العرب هم الشجعان ، وان رجل واحد  عربي يمكن بسهولة أن يتغلب على خمسة ايطاليين ، وعلى هذه المقاييس تم تنفيذ الهجوم
في بداية السنة ذهب ألف رجل .. للهجوم على الايطاليين.
جاءت فرصتنا عندما غادروا حيث تم الاجتماع مع جميع الشيوخ الذين كانوا في المعسكر و تمت الموافقة على دفع الفدية بمائتي ألف ليرة . كان المقترح جيد ولكن كيفية الحصول على المبلغ , تحصلت على دعم من احد المشايخ و كان إلى جانبي وبعد صعوبة نجح بإقناع الآخرين . حيث  تمت الموافقة بان اذهب إلى مصر و عندما يتم إيداع المبلغ في مصر سوف يتم الإفراج عن السجناء الآخرين.
وقمت بشراء ابل بالدين واستأجرت خبراء طرق بوعود أنى سوف أدفع لهم أجرهم فى نهاية الرحلة و كان لدى العرب الثقة الكاملة فيَ .  
غادرنا إلى مصر لقد كانت الرحلة رهيبة. واستغرقت  أكثر من شهر واحد ونقص علينا ماء الشرب وتعجبت من رد البدو عندما قلت لهم لدينا القليل من الماء قالوا لي : نترك الباقي من الماء لك لتشربه لوحدك .لأننا تعودنا على مثل هذه الظروف في الصحراء ، من الجوع والعطش .
و أخيرا وصلنا إلى مصر و كان ابتهاجي بدون حدود لأنه لأول مرة شعرت قليلا بالخوف من الموت منذ شهور عديدة .
تم ترتيب كل شيء بسرعة كافية . لقد وصلت إلى القاهرة ، حيث التقيت اللورد لويد ، المندوب السامي البريطاني في مصر. وقال لي إنني قد أعتبر نفسي محظوظا كثيرا في الواقع – لأني أول أوروبي خرج من الكفرة على قيد الحياة   ".
"وماذا عن الرق في الكفرة؟" "هل يعامل العبيد بشكل جيد على وجه العموم. في معظم الحالات هم الزنوج الذين لم يعتنقون  الإسلام. وقد تم شراؤها من السودان ، للقيام بكل الأعمال الشاقة.
من القاهرة ذهبت إلى بنغازي وتحصلت على المال اللازم واضطررت للعودة إلى واحة الخارجة  المكان الذي يدفع فيه  الفدية عند إحضار الرهائن وصل الرهائن بعد انتظار في الخارجة شهرين كاملين وعلمت أن الألف مقاتل الذين ذهبوا للهجوم على الايطاليين رجع منهم أربعمائة فقط وتم قتل الباقين بالمدافع الرشاشة و طلب الذين رجعوا قتلنا كثأر لموتاهم و لكن لحسن الحظ انتصرت الرغبة في المال على شهوة الدم .
إن الكفرة هي واحة غريبة. حيث  يصنع سكانها كل الأشياء التي يحتاجونها بدون الحاجة إلى التجارة مع العالم الخارجي. خلال إقامتي الطويلة هناك لم أرى سلعة واحدة  من الصناعة الأوروبية .
"ما رأيك في الأوضاع في برقة؟""لا أستطيع جيدا إعطاء رأي بشأن هذه المسألة . وأعتقد أنه علينا أن نحاول الوصول إلى صيغة للتفاهم مع العرب. عن طريق التعاون الودي ومع الحوار بين الحضارة الأوروبية والثقافة الشرقية يمكن الحصول على نتائج جيدة .
"هل  يعتقد  كثير من الناس هذا الاعتقاد؟
لا ، الكثير منهم  ينظرون إلى العرب كأنهم حيوانات والتعامل معهم وفقا لذلك  مستحيل . لكن ماذا تنتظرون من الناس الذين لا يتكلمون اللغة العربية والذين يعيشون تحت الوهم الغربي أن الحضارة هي الثقافة الغربية .(صورة من بيوت التي بنائها الرهبان لأنسفهم)
   
الأجانب الذين زاروا الكفرة:
  رولفس ROLFS 
وصل رولفROLFS  GERHARDT إلى طرابلس يوم 25/1/1878 هذا الشخص معروف لدى الفرنسيين حيث كان في الجيش الفرنسي الفرقة الأجنبية من سنة 1855 إلى 1861 وقدم خدمات جليلة لفرنسا إثناء زيارته في المغرب وفي الجنوب الجزائري وفى السودان ولكن بعد الحرب الفرنسية لبروسيا تخلى عن فرنسا وبطلب من فرنسا تم طرده من تونس سنة 1870 عندما أرسل هناك من قبل وزارة خارجية البروسية واصل الاتصال بالجزائريين اللاجئين في تونس وبعد رجوعه لبروسيا تم تعيينه كمستشار بالدولة.(ص156 JTriaud ).
كان يرغب رولف ROLFS  GERHARDT البروسي الأصل فى الذهاب الى الكفرة و منها الى الوداى وعند وصوله لليبيا تخوفت القنصلية الفرنسية بطرابلس بان قدوم رولف لليبيا هو من اجل تقارب ألمانيا باللاجئين الجزائريين فى ليبيا وقام  القنصل الفرنسى Delaporte  بجمع معلومات حول تحركاته كما وصل عملاء فرنسيين آخرين لليبيا لمتابعة تحركاته علما بأنه يوجد فى ليبيا عملاء فرنسيين هم من الفرنسيين المولدين فى ليبيا  مثل ابناء   Benoit Ricardويتكلمون العربية و كانت أنشطتهم الرسمية هي التجارة .
كان لدى رولف خط سير : طرابلس-سوكنة –اوجلة-الكفرة –اوجنقة-الوداى . و بدأ رولف رحلته يوم 78 21/12/18و لكن القنصل Delaporte غادر نهائيا ليبيا بعده بأيام قليلة ولكن قام القنصل العام الجديدFeraud  تابع تحركاته .
وعندما وصل الرحالة أوجلة وجد صعوبات وعراقيل ورجع مرة أخرى إلى بنغازي يوم 5/6/1879 لعدم استطاعته السفر إلى الكفرة و بمساعدة السلطات التركية رجع إلى أوجلة مرة أخرى مستعملا الطريق الجنوبي واستطاع الوصول إلى الكفرة يوم 27/7/1879 وفي الكفرة وجد رولف استفزاز ومضايقات عديدة وتم اغتصاب أمواله ربما كردة فعل لسوء معاملة السلطات التركية لمشايخ الزوية في بنغازي الذين تم اعتقالهم وابتزازهم حتى يوفروا حماية وخبير لسفر رولف إلى الوداي رفضت قبيلة الزوية تقديم أي مساعدة لرولف ليسافر إلى الوداي ورجع الرحالة إلى بنغازي و غادر من بنغازي إلى الإسكندرية يوم 23/11/1879
يقول الدكتور stecker مساعد رولف Rolfs  الذي كان يرافقه بان كان استقبالهما سيئ جدا من قبل قبيلة الزوية وبالرغم من عرض مبلغ كبير لهم لحمايتنا ونقلنا إلى الوداي تم الرفض وتم رجمهما مرتين وأطلقوا  نيران على مقر سكنهم. (ص267 LT).(مرفق صورة خريطة الخط السير ).
 لوران لابير Laurent Lapierre  
اسر ضابط الصف لابير Lapierre عندما احتل المجاهدون مركز جانيت خلال شهر مارس 1916   أمضى السيد لابير مدة سنتين في الوادي الكبير توجد في الوادي ثلاثة أو أربعة مزارع  فيها من خمسمائة إلى ستمائة  نخلة.
توفى جميع  الجنود الفرنسيين الذين كانوا معه من الجوع وتم نقله إلى الكفرة خلال شهر أغسطس سنة 1918 وإثناء سفره توقف في وادي الناموس لمشاهدة الثلاث البحيرات المالحة واستمرت رحلته وبعد اثني عشر يوم وصل إلى تازربو ثم
وصل إلى الكفرة يوم 11 نوفمبر 1918 بعد المرور من بزيمة . وأمضى فيها  خمس أشهر وبعد ذلك  تم ألافراج عنه من قبل السيد محمد العابد وعاد إلى الساحل في شهر ابريل سنة 1919 من الطريق جالو- اجدابيا- بنغازى..
 قال لابير:
واحة الكفرة مكونة من أربع قرى صغيرة هي:
التاج محل إقامة السنوسيين – الجوف- بويما و الهواري عدد سكان هذه التجمعات 2200 نسمة وإن عدد سكان الكفرة الكلى حوالي 5000 نسمة في أقصى تقدير.
انه من الواضح بان عدد الأنات أكثر من الذكور. ويتكون الجزء الأكبر من السكان  من قبيلة الزوية  الذين احتلوا الواحة منذ قرنين ولكن يوجد عدد قليل من قبيلة التبو التي لها علاقة تجارية قائمة مع  التبو سكان تيبستى- بلما- بركو حيث يرسلون إلى الكفرة  على الرغم من مصاعب الطرق : المنتوجات الزراعية مثل : القصب-  التبغ - والإبل والأغنام.
وكانت الزراعة ناشطة في الكفرة : يزرع  القمح في شهر نوفمبر إلى أبريل - الدخن في أواخر شهر ابريل إلى نهاية يونيو والذرة في الخريف. و تزرع الخضروات في البساتين.
 روزيتا فوربس Mrs ROSITA   FORBES  
قامت السيدة البريطانية روزيتا فوربس Mrs ROSITA   FORBES بين شهر ديسمبر 1920 وشهر فبراير 1921 برحلة استكشافية إلى الكفرة وبالرغم من الترتيبات والمساندة من القيادة السنوسية تعرضت لمخاطر كثيرة من قبل سكان المنطقة  لأن الانفتاح الذي ترغبه هذه القيادة ليس له قبول من قبائل منطقة الكفرة.
قام خبير الطرق الذي كان يرافقها  بالكشف عن رحلتها , والتي كادت أن تؤدي إلى اغتيالها نتيجة للفخ  الذي نصب لها عند دخولها للكفرة من الشمال في منطقة نخيل الهواري.
وتمكنت عند رجوعها من الهروب باعجوبة من الأشخاص الذين اندفعوا في مطاردتها. من الجهة ألأخرى ظلت قافلتها عن الطريق بين جالو وبوزيمة  لمدة ثلاثة أيام : عرفت فيها السيدة فوربس Mrs ROSITA   FORBES الجوع والعطش. 
رجعت من بوزيمة من الطريق الذي يمر منه القادة السنوسين  الذين يذهبون في خط مستقيم الى الجغبوب حيث استغرقت الرحلة قرابة التسعة عشرة يوما ( من22 يناير – الى 9 فبراير) من دون ماء. .
أن المعلومات التي وردت من السيد فوربس Mrs ROSITA   FORBES تتطابق مع المعلومات  التي ذكرها  الرحالة  رولفس ROLFS  GERHARDT
لم تزور السيدة  فوربس  ربيانة .تمكنت السيدة بتصوير مناظر جميلة و يظهر من ملاحظاتها لأرصاد الجوية بان رحلتها كانت في الشتاء و رحلة الرحالة رولف للكفرة كانت في شهر أغسطس .
تقول السيدة  فوربس كان الطقس من 3 إلى 7 درجات و خلال الليل من 3- إلى 4- درجة و 33 درجة فى منتصف النهار
تهب كل يوم تقريبا الرياح القوية الباردة  آتية غالبا من الجنوب ، كذلك من الشمال والشرق كثيرة الوقوع . يتخوف  البدو من هذه الرياح لذا يفضلون السفر في الصيف على الرغم من حرارة الطقس.
تقدر السيدة فوربس سكان بوزيمة من 200 الى 300 نسمة وسكان الكفرة 3000 نسمة من قبيلة الزوية ومن 300 الي 400 نسمة من قبيلى التبو .
تمتد النخيل فى الكفرة الى 68 كم فى الطول وفى العرض من 15 الى 30 كم. لم تهطل أمطار فى الكفرة من 8 سنين .
لا وجود لنبع ماء فى الكفرة و لكن توجد المياه على عمق اقل من 3 أمتار و يتم الري عن طريق الشادوف و الخزانات الصغيرة و تقول إن الواحة غنية في زراعة الحبوب والفاكهة ولا توجد مراعي : وتتم تغذية الإبل بالتمر .
لديهم صناعة محلية للجلود .
تشير السيدة فوربس على أهمية التجارة ومن ذكاء هذه القبيلة استغلال موقع الواحة الذي يقع وسط الصحراء العربية   للتجارة و جلب كل احتياجاتها لوسائل الراحة الحديثة دليل على ذلك وجود في منازل بعض المشايخ الوسائد المطرزة الجميلة والسجاد الفخم والمواد من الفضة والنحاس ويلبسون ملابس من الحرير أو من القماش المطرز التي تم استيرادها من مصر وكذلك استيراد الجلود المدبوغة والمصبوغة من السودان ودار فور.
انه  مجتمع متحضر  .

برونو دى لابورى  Bruneau De Laborie
 قام سنة 1923 السيد محمد عابد  باستقبال الرحالة حيث كان ضيفه في الكفرة في زاوية  التاج من يوم 22 إلي 27 أكتوبر سنة 1923 وصرح له بأخذ صور وطلب منه  أبلاغ الحكومة الفرنسية بأنه يرغب إقامة صداقة ومن دوره  قام الرحال بإبلاغ حكومته .(957صL.T (
 
حسنين البى Hassanein Bey
عبور صحراء الليبية التي لم تخترق
(لأهمية الصحراء على الحدود الغربية لمصر و بتشجيع من جلالة الملك فؤاد الأول سافرت إلى الكفرة حيث وصلت يوم  1 من شهر ابريل سنة 1921 بعد سفر 18 يوما من جالو وعند دخولي للواحة جذبتني البحيرة الجميلة التي تقدر مساحتها  اثنان ميلا مربعا كانت جذابة جدا وتم تنبيهي بعدم السباحة فيها لأنه مسموح بذلك  للأطفال فقط.
أحضرت رسائل  للسيد محمد العابد  الذي قام  بأستقبالى بكل حفاوة  وبفضله تجنبت جميع المخاطر وكنت بالاستمرار مدعو لتناول وجبات الطعام من كافة القادة السنوسية ونظرا للبرتوكول لا أستطيع رفض أي من  الدعوات.
لدى البدو طريقة ذكية للغاية عندما يكره أي زائر وتتم معاملته معاملة لائقة في الواحة وينتظر خروجه من المنطقة و مهاجمة قافلته وقتله بدون تردد إذا  أمكن ثم يجدون المبررات لذلك , مثل ( عندما كان بيننا  قمنا باداء الواجب في الاستقبال و لكن يوجد مجرمون خارج الواحة لا يمكن معرفتهم ومنعهم من ارتكاب الجرائم.
يتجول في واحة الكفرة النساء الكبيرات في السن والفتيات الصغيرات فقط
حيث لا تخرج المتزوجة من منزلها هذا هو وضع لنساء المتجوزات في الصحراء.  للبدو حياة شهامة ورومانسية وإذا رغب شابا الزواج من فتاة يذهب إمام منزلها ويقوم بإلقاء قصيدة  للفتاة و إذا ردت الفتاة بقصيدة  يعتبر ذلك دليل على موافقتها للزواج و يذهب العريس لخطبة العروسة من والدها.
عندما يرتكب شخص جريمة القتل يذهب لأحد( الأخوان) هو رجل من الطائفة السنوسية  الذي يقوم بدوره برفقة القاتل إلى أقارب المقتول  و يقول لهم هذا هو القاتل و بإمكانكم فعل ما ترون مناسب و غالبا يكون الرد (الله يغفر له ) وتم تحديد الدية التي تكون في حدود 3000 دولار و بإمكان دفعها نقدي أو جزء منها بالإبل.
وإذا تعذر دفع الدية يقتل في المستقبل القتيل أو يقتل بدلا عنه أهم شخص في عائلته. 
حدثت بالقرب من الزيغن ماسأة.
عندما تنكب على السير فى الصحراء قليلا على اليمين وعلى اليسار تفقد الطريق المقصود غالبا يكون بئر ماء لأن لا يوجد عند أبار المياه جدران مبنية لمعرفتها من بعيد لذا غالبا يعرف قرب البئر من رطوبة الأرض التي تدل على وجود ماء بالقرب.
على مسافة 3 أيام من السفر من زيغن يوجد مكان اسمه جبل الفضيل. وفى الصحراء عندما يسمى اي مكان باسم شخص  دليل على وقوع شئ لهذا الشخص في ذلك المكان.
كان الفضيل من أفضل الأشخاص في خبرة الطريق . وفى رحلته الأخيرة  كان يقود قافلته عندما جاءت عاصفة رملية بما انه كان يشكو من الآم في عيناه  طلب من رفيقه وصف جميع معالم المكان , وأخطأ رفيقه في وصفه  لهذا ذهبت القافلة إلى الغرب بدلا من الشرق ولكن تم إدراك خطأهم بعد فوات الأوان.
حاولوا الرجوع  ولكن كانوا يشعرون بإعياء شديد ومرهقين وهرب منهم جملا  وصل إلى الكفرة  حيث اعتاد على المرعى هناك.
و عرف سكان الكفرة من السيمة التي في رقبتها بأنه جمل الفضيل وقام سكان المنطقة بالبحث عنه ولكنهم وجدوهم موتى  من العطش. ( وتم العثور على أمتعته  بعد خمسة عشرة سنة سليمة تم الحفاظ عليها من قبل الرمال )
ولكن من هذا الشخص الذي يدعى الفضيل وسمي عليه هذا الجبل؟
هو الشيخ الفضيل حسين مرزوق الزوي , من مشايخ قبيلة الزوية وكان من ضمن الوفد الذي زار بنغازى للتوقيع مع الإدارة التركية والقنصلية الايطالية على الاتفاق لتأمين وصول الرحالة الألماني رودلف الى الكفرة في 4/7/1879 وانه كان من قادة قبيلة الزوية الذين شاركوا ونظموا العصيان ضد الأتراك في عهد رشيد باشا حوالي سنة 1893.
ولهذا الشيخ من مشايخ قبيلة الزوية شجرة عائلة فيها أغلب أبنائه شهداء في معارك الجهاد التي خاضتها قبيلة الزوية هم :
1-عبدالله الفضيل بومرزوق ( الملقب عبدالله اطوير )
قاد معارك عديدة موفقة ضد الفرنسيين في تشاد حيث أجبرهم للتفاوض بترك نصف مساحة تشاد كحدود لم يتجاوزوها  ورسالة الشيخ احمد الشريف في هذا الصدد بخصوص المعاهدة  واضحة في حد ذاتها. ( انظر معركة أم العظام ) وعند استشهاده تم إلغاء الاتفاق واحتلت القوات الفرنسية المنطقة.
2-حسين الفضيل بمرزوق
كان من القادة المكلفون بزاوية علالي عندما هزمت القوات الفرنسية و تم مطاردتها لمدة ثماني ساعات
3-الساعدى الفضيل بومرزوق
قاد معركة فوكا – كانم  بتشاد واستشهد يوم 22/2/1911
4-عبدالعالى الفضيل بومرزوق استشهد في معركة علالي الرابعة
5- على الفضيل بومرزوق استشهد في معركة علالي الرابعة
6- محمد الفضيل بومرزوق ( الملقب الديفار ) شنق من قبل الايطاليين عند دخولهم للكفرة
7-احمد حسين الفضيل بومرزوق استشهد فى معركة الكوز..
8- الكيلانى الفضيل بومرزوق استشهد فى معركة الكوز..
كل هؤلاء الشهداء من أبناء الفضيل بومرزوق الزوي أي من قبيلة الزوية من الكفرة واحة الصمود والجهاد.

يتبع ...احتلال ايطاليا للكفرة

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الصفحات